فصل: الآيات (41 - 48)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآيات 41 - 48

أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله ‏{‏وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ سفينة نوح عليه السلام، حمل فيها من كل زوجين اثنين ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قال‏:‏ السفن التي في البحور، والأنهار التي يركب الناس فيها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح في قوله ‏{‏حملنا ذريتهم في الفلك المشحون‏}‏ قال‏:‏ سفينة نوح ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قال‏:‏ هذه السفن مثل خشبها وصنعتها‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قال‏:‏ هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح على مثلها‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قال‏:‏ يعني السفن الصغار، وقال‏:‏ الحسن رضي الله عنه‏:‏ هي الإبل‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ يعني الإبل خلقها الله تعالى كما رأيت، فهي سفن البر، يحملون عليها، ويركبونها‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قالا‏:‏ الإبل‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وخلقنا لهم من مثله ما يركبون‏}‏ قال‏:‏ الأنعام‏.‏ وفي قوله ‏{‏وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم‏}‏ لا مغيث لهم يستغيثون به‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏فلا صريخ لهم‏}‏ قال‏:‏ لا مغيث لهم وفي قوله ‏{‏ومتاعا إلى حين‏}‏ قال‏:‏ إلى الموت‏.‏ وفي قوله ‏{‏وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم‏}‏ قال‏:‏ من الوقائع التي قد خلت فيمن كان قبلكم، والعقوبات التي أصابت عادا، وثمودا، والأمم ‏{‏وما خلفكم‏}‏ قال‏:‏ من أمر الساعة‏.‏ وفي قوله ‏{‏وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله‏}‏‏.‏ قال‏:‏ نزلت في الزنادقة كانوا لا يطعمون فقيرا، فعاب الله ذلك عليه وعيرهم‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم‏}‏ قال، ما مضى وما بقي من الذنوب‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏أنطعم من لو يشاء الله أطعمه‏}‏ قال‏:‏ اليهود تقوله‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن إسمعيل عن أبي خالد رضي الله عنه في قوله ‏{‏أنطعم من لو يشاء الله أطعمه‏}‏ قال‏:‏ يهود تقوله‏.‏

 الآيات 49 - 50

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون‏}‏ قال‏:‏ ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏"‏تهيج الساعة الناس والرجل يسقي ماشيته، والرجل يصلح حوضه، والرجل يقيم سلعته في سوقه، والرجل يخفض ميزانه ويرفعه، فتهيج بهم وهم كذلك ‏{‏فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون‏}‏ قال‏:‏ أعجلوا عن ذلك‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون‏}‏ قال‏:‏ هذا مبتدأ يوم القيامة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏وهم يخصمون‏}‏ قال‏:‏ يتكلمون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال‏:‏ لينفخن في الصور والناس في طرقهم، وأسواقهم، ومجالسهم، حتى أن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور فيصعق به، وهي التي قال الله ‏{‏ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه الآية قال‏:‏ تقوم الساعة والناس في أسواقهم، يتبايعون، ويذرعون الثياب، ويحلبون اللقاح، وفي حوائجهم ‏{‏فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال‏:‏ إن الساعة تقوم والرجل يذرع الثوب، والرجل يحلب الناقة، ثم قرأ ‏{‏فلا يستطيعون توصية‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والبخاري ومسلم وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه، ولا يطويانه‏.‏ ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه، فلا يسقي فيه‏.‏ ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته، فلا يطعمه‏.‏ ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فمه فلا يطعمها‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه في قوله ‏{‏تأخذهم وهم يخصمون‏}‏ قال‏:‏ تذرهم في أسواقهم، وطرقهم ‏{‏فلا يستطيعون توصية‏}‏ قال‏:‏ لا يوصي بعضهم إلى بعض‏.‏ والله أعلم‏.‏

 الآيات 51 - 54

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{‏ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث‏}‏ قال‏:‏ النفخة الأخيرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏فإذا هم من الأجداث‏}‏ يعني من القبور ‏{‏إلى ربهم ينسلون‏}‏ قال‏:‏ يخرجون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏{‏من الأجداث‏}‏ قال‏:‏ القبور قال‏:‏ هل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول عبد الله بن رواحة‏:‏

حينا يقولون إذ مروا على جدثي * أرشده يا رب من غاز وقد رشدا

قال أخبرني عن قوله ‏{‏إلى ربهم ينسلون‏}‏ قال‏:‏ النسل المشي الخبب قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت نابغة بن جعدة وهو يقول‏:‏

عملان الذنب أمشي فاريا * يرد الليل عليه فنسل

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن علي رضي الله عنه أنه قرأ ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن الأنباري عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ ينامون نومة قبل البعث، فيجدون لذلك راحة فيقولون ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي بن كعب رضي الله عنه في قوله ‏{‏من بعثنا من مرقدنا‏}‏ قال‏:‏ ينامون قبل البعث نومة‏.‏

وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن مجاهد قال‏:‏ للكافر هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏ فيقول المؤمن إلى جنبه ‏{‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‏:‏ يقول المشركون ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏ فيقول المؤمن ‏{‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏ قال‏:‏ أولها للكفار، وآخرها للمسلمين‏.‏ قال الكفار ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏ وقال المسلمون ‏{‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كانوا يرون أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فلما كانت النفخة الثانية، قالوا‏.‏ ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ينامون قبل البعث نومة، فإذا بعثوا قال الكفار ‏{‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏}‏ قال‏:‏ فتجيبهم الملائكة ‏{‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏}‏‏.‏

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏فإذا هم جميع لدينا محضرون‏}‏ قال‏:‏ عند الحساب‏.‏

 الآيات 55 - 56

أخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون‏}‏ قال‏:‏ يعجبون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون‏}‏ قال‏:‏ شغلهم النعيم عما فيه أهل النار من العذاب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏في شغل فاكهون‏}‏ قال‏:‏ في افتضاض الأبكار‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله ‏{‏إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون‏}‏ قال‏:‏ شغلهم افتضاض العذارى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة وقتادة‏.‏ مثله‏.‏

وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ إن المؤمن كلما أراد زوجة وجدها عذراء‏.‏

وأخرج البزار والطبراني في الصغير وأبو الشيخ في العظمة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكارا‏"‏‏.‏

وأخرج المقدسي في صفة الجنة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل أنطؤ في الجنة‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ والذي نفسي بيده دحما دحما، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله ‏{‏في شغل فاكهون‏}‏ قال‏:‏ ضرب الأوتار قال أبو حاتم‏:‏ هذا خطأ من السمع إنما هو افتضاض الأبكار‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏وأزواجهم‏}‏ قال‏:‏ حلائلهم‏.‏

 الآية 57

أخرج ابن أبي الدنيا في صفة الجنة بسند جيد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ إن الرجل من أهل الجنة ليشتهي الشراب من شراب الجنة، فيجيء إليه الإبريق، فيقع في يده، فيشرب، فيعود إلى مكانه‏.‏

 الآية 58

أخرج ابن ماجة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبزار وابن أبي حاتم والآجري في الرؤية وابن مردويه عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏بينا أهل الجنة في نعيمهم، إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال السلام عليكم يا أهل الجنة‏.‏ وذلك قول الله ‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏ قال‏:‏ فينظر إليهم، وينظرون إليه، فلا يلتفتوا إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏ قال‏:‏ فإن الله هو يسلم عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير عن البراء رضي الله عنه في قوله ‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏ قال‏:‏ يسلم عليهم عند الموت‏.‏

وأخرج ابن جرير وأبو نصر السجزي في الإبانة عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه في قوله ‏{‏سلام قولا من رب رحيم‏}‏ قال‏:‏ يأتيهم تبارك وتعالى في درجاتهم، فيسلم عليهم، فيردون عليه السلام، فيقول ‏"‏سلوني فيقولون‏:‏ ما نسألك‏؟‏ وعزتك وجلالك لو أنك قسمت علينا رزق الثقلين الجن والإنس لأطعمناهم، ولأسقيناهم، ولألبسناهم، ولأخدمناهم، ولا ينقصنا ذلك شيئا‏.‏ فيقول‏:‏ إن لدي مزيدا، فيقول ذلك بأهل كل درجة حتى ينتهي، ثم يأتيهم التحف من الله تحمله إليهم الملائكة‏"‏‏.‏